responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التستري المؤلف : التستري، سهل    الجزء : 1  صفحة : 43
وقال السُّدي [1] : الحكمة النبوة. وقال: زيد بن أسلم [2] : الحكمة العقل. وقال الربيع ابن أنس [3] : الحكمة خشية الله تعالى. وقال ابن عمر: الحكمة ثلاث: آية محكمة، وسنة ماضية، ولسان ناطق بالقرآن. وقال أبو بكر: قال سهل: الحكمة إجماع العلوم، وأصلها السنة، قال الله تعالى: وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ [الأحزاب: 34] فالآيات الفرض، والحكمة السنة. وأراد سهل من ذلك أن العرب تقول: حكمت الرجل إذا منعته من الضرر والخروج عن الحق مثل قوله: حِكْمَةٌ بالِغَةٌ [القمر: [5]] قال: أي تامة، كما قال:
آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً [الأنبياء: 74] فهي حينئذ بلغت إلى أهلها دون غيرهم، فهم في كل حال فيها ينطقون، وإلى أحكامها يفزعون، وعن معانيها يكشفون، كما قيل: زاحم الحكماء، فإن الله يحيي القلوب الميتة بالحكم، كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر [4] . ثم قال: رأس مال الحكمة ثلاث: الأول رياض النفس في المكروهات، والثاني فراغ القلب عن حب الشهوات، والثالث القيام على القلب بحفظ الخطرات، ومن راقب الله عند خطرات قلبه عصمه عند حركات جوارحه. وقال عمر بن واصل [5] : يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ [269] أي يؤتي الإصابة في كتابه من يشاء، كما قال الله تعالى لأزواج النبي صلى الله عليه وسلّم عند تعداد النعم عليهن:
وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ [الأحزاب: 34] فالآيات القرآن، والحكمة ما جاء به الرسول صلّى الله عليه وسلّم من المستنبط منها، كما قال علي رضي الله عنه: الآيات رجل آتاه الله فهما في كتابه.

[سورة البقرة [2] : آية 273]
لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273)
وسئل عن قوله: لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [273] وعن الفرق بينهم وبين المساكين. فقال: الله تعالى وصف الفقير بصفة العدم من حال سؤال الافتقار واللجأ إليه،

[1] السدي: إسماعيل بن عبد الرحمن السدي ( ... - 128 هـ) : تابعي، حجازي الأصل. كان إماما عارفا بالوقائع وأيام الناس. (الأعلام 1/ 317) .
[2] زيد بن أسلم العدوي العمري ( ... - 136 هـ) : فقيه مفسر، من أهل المدينة. كان ثقة كثير الحديث، وله كتاب في التفسير. (الأعلام 3/ 57) .
[3] الربيع بن أنس البكري البصري ثم الخراساني ( ... - 140 هـ) : صدوق، ذكره ابن حبان في الثقات. كان يتشيع فيفرط. (تهذيب التهذيب 3/ 207) .
[4] هذا القول من وصية لقمان الحكيم لابنه، موطأ مالك 2/ 1002 وكتاب الزهد لابن أبي عاصم 1/ 107 وشرح الزرقاني 4/ 552. [.....]
[5] قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11/ 221: «عمر بن واصل: أظنه بصريّا، سكن بغداد، وروى بها عن سهل التستري، وحدّث عن عبيد الله بن لؤلؤ السلمي» .
اسم الکتاب : تفسير التستري المؤلف : التستري، سهل    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست